القائمة الرئيسية

الصفحات

صحة دعاء ( اللهم إنا لا نسألك رد القضاء و لكن نسألك اللطف فيه )

                     بسم الله الرحمن الرحيم 


- صحة دعاء ( اللهم إني لا أسألك رد القضاء و لكن أسألك اللطف فيه ) :


 ينبغي على المسلم أن يدعو الله سبحانه وتعالى بالأدعية المأثورة 

الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأن يسأل الله بعزم ورغبة، 

وأن يسأل الله حاجته كلها، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال 

رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يقولن أحدكم اللهم اغفر لي إن 

شئت اللهم أرحمني إن شئت ليعزم في الدعاء فإن الله صانع ما شاء لا 

مكره له)) رواه البخاري ومسلم واللفظ له.

وفي لفظ عند مسلم ((ولكن ليعزم المسألة وليعظم الرغبة فإن الله لا 

يتعاظمه شيء أعطاه)).

والدعاء المذكور غير ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يرد عن 

السلف، وليس فيه عزيمة ورغبة،  ويدل على استغناء الداعي 

وبعدم الافتقار بحاجته إلى الله.



وقد ثبت أن الدعاء مما يرد به القضاء، فعن ابن عباس رضي الله عنهما 

قال قال: رسول ‏الله صلى الله عليه وسلم " الدعاء يرد القضاء، وإن 

البر يزيد في الرزق، وإن العبد ليحرم ‏الرزق بالذنب يصيبه. رواه 

الترمذي والحاكم واللفظ له.‏


وقد بين العلماء أن الدعاء يرد القضاء، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في 

(مجموع الفتاوى) (8/193): (الدعاء سبب يدفع البلاء، فإذا كان 

أقوى منه دفعه، وإن كان سبب البلاء أقوى لم يدفعه، لكن يخففه 

ويُضْعِفه، ولهذا أمر عند الكسوف والآيات بالصلاة والدعاء والاستغفار 

والصدقة والعتق. والله أعلم).


وقال ابن القيم في (الجواب الكافي) (فصلٌ: الدعاء من أنفع الأدوية): 

(والدعاء من أنفع الأدوية، وهو عدو البلاء، يدفعه ويعالجه، ويمنع 

نزوله، ويرفعه، أو يخففه إذا نزل، وهو سلاح المؤمن........، وله مع 

البلاء ثلاث مقامات: أحدها: أن يكون أقوى من البلاء فيدفعه. الثاني: 

أن يكون أضعف من البلاء فيقوى عليه البلاء فيصاب به العبد، ولكن قد 

يخففه وإن كان ضعيفا. الثالث: أن يتقاوما ويمنع كل واحد منهما صاحبه) .


قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرح الاربعين النووية 

:وفي هذا المقام يُنكَرُ على من يقولون: (اللهم إني لا أسألك رد 

القضاء ولكن أسألك اللطف فيه) فهذا دعاء بدعي باطل ، فإذا قال: 

(اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه) معناه أنه 

مستغن ، أي افعل ما شئت ولكن خفف ، وهذا غلط ، فالإنسان يسأل 

الله عزّ وجل رفع البلاء نهائياً فيقول مثلاً : اللهم عافني ، اللهم ارزقني 

، وما أشبه ذلك.وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قال:لاَ يَقُلْ 

أَحَدُكُمُ اللَّهَمَّ اِغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ .فقولك: (لا أسألك رد القضاء،ولكن 

أسألك اللّطف فيه) أشد.


وعليه: فلا يجوز أن يدعو الإنسان بالدعاء المذكور، بل يتجنبه؛ 

لمخالفته للعزيمة في المسألة من جهة، ومن جهة أخرى أن الله تعالى 

لطيف بعباده في كل قضاء قضاه؛ قال تعالى: {اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ} 

[الشورى:19]، فَيَشْرُع بدلاً منه أن يدعو الله بردِّ الضَّرر الذي لحق به 

بحزم؛ فإن كان البلاء لم يقع وإنما يتخوف وقوعه، قال: اللهم لا تُقَدِّر 

عليَّ كذا وكذا. أو: لا قدر الله. كذا وكذا ونحوها.



                       و الله وليُّ التوفيق 

تعليقات