القائمة الرئيسية

الصفحات

حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية ، عيد الأم ، عيد الشجرة ، ليلة الاسراء و المعراج ، عيد الحب ruling on celebrating christmas

                        بسم الله الرحمن الرحيم         



- حكم الاحتفال بعيد رأس السنة الميلادية ، عيد الام ،عيد الشجرة ، عيد الاسرة ، ليلة الاسراء و المعراج ، عيد الحب ، عيد الاستقلال :


إن المتأمل في واقع المسلمين اليوم يلحظ أن كثيرا منهم يعيشون حالة من الانهزام النفسي أمام (الآخر) المتقدم ماديا والمنتكس روحيا.. ومن صور وتجليات ذلكم الانهزام النفسي: التقليد الأعمى للغرب، ليس في الأخذ بأسباب الرقي والتقدم المادي من علم وصناعة وابتكار واختراع... بل في كل ما هو تافه وسافل، بل وحتى في بعض الأمور المرتبطة بالملة المنحرفة لديه، والمصادمة لقيمنا وتعاليم ديننا.. ومن ذلك: (الاحتفال برأس السنة الميلادية). فلقد ذاعت وانتشرت هذه البدعة النصرانية، للأسف الشديد، في أوساط كثير من المسلمين: أفرادا وأسرا وجماعات، وعنوا بذلك اليوم عناية فائقة، بل واتخذوه عيدا لهم!! فتراهم كلما اقترب رأس السنة الميلادية الجديدة ينشغلون بها ويتهيؤون لها.. وعندما تحل تلكم الليلة الموعودة يحيونها بنفس الطريقة التي يحييها بها النصارى، حيث يتبادلون أثمن الهدايا وأجمل التهاني والتحيات والتبريكات، ويحرص كثير من المستلبين والمنهزمين نفسيا منهم على أخذ صور لأفراد أسرهم وخاصة من الأطفال مع المتقمص لشخصية (بابا نويل) بقناعه الكاريكاتوري ولحيته البيضاء وجبته الحمراء وعصاه الطويلة، قصد التبرك.. إضافة إلى إقامة الحفلات المائعة وتنظيم سهرات الرقص الخليع والغناء الماجن الذي يعيش على أرض الغرائز والشهوات ويحدو العواطف الرخيصة..


بعض المسلمين يحتفلون أو يحتفون بما يسمى بيوم رأس السنة، أو "عيد الكرسماس"، ولا ريب أن هذا مخالف للشرع المحكم؛ فإن الدين الإسلامي كامل وتام في جميع تشريعاته، ومن جميع نواحيه، قال الله تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا}.ومن تمام الدين وكماله أنه اهتم بالسعادة على مستوى الأفراد والمجتمعات، وجعل لهم مواسم يفرحون بها بالطاعات، والتقرب إلى رب البريات.ومما شرع من الاحتفال والفرح والاحتفاء والتوسعة ما يكون في العيدين: الفطر، والأضحى، وهما يتكرران في السنة مرة، وكل يوم في الأسبوع مرة وهو يوم الجمعة، وفي حديث: "أَنَسٍ رضي الله تعالى عنه قَالَ: "قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ وَلَهُمْ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا؛ فَقَالَ: مَا هَذَانِ الْيَوْمَانِ قَالُوا كُنَّا نَلْعَبُ فِيهِمَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ؛ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا يَوْمَ الْأَضْحَى وَيَوْمَ الْفِطْرِ" [رواه أبو داود]ولم يشرع الإسلام الاحتفال ولا الاحتفاء بأي مناسبة أخرى ولو كانت من المناسبات التي أسبابها شرعية، فلم يحتفل النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وأصحابه لا بليلة الإسراء، ولا بالهجرة، ولا بنصرة بدر، ولا بفتح مكة، مع أن هذه مناسبات دينية فلما لم يفعلوا دل على أن السنة عدم الفعل، وأن الاحتفاء بما لم يحتفلوا به بدعة، كما قال عليه الصلاة والسلام: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو بدعة" [متفق عليه].فإذا كان لا يشرع للمسلمين أن يحتفلوا أو يحتفوا بهذه المناسبات التي لها ذكر في شريعتنا؛ فإن الاحتفال أو الاحتفاء بالمناسبات التي وردت على الأمة من الكفار من باب أولى أن تكون محرمة، وأنها لا تجوز.فالاحتفال بما يسمى بعيد "الكرسماس" أو عيد رأس السنة، أو غيرها من الأعياد التي أخذت تقليداً أعمى من الكفار، كأعياد الميلاد، وعيد الأم، وعيد الأسرة، وعيد الحب، وعيد الاستقلال؛ كل ذلك داخل في البدع المحدثة في دين الله، قال الله تعالى {أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله}والاحتفال برأس السنة وغيرها محرم بلا ريب من وجوه عدة، ومنها:
أ- أنها غير مشروعة لنا؛ والدين مبناه على الشرع.
ب- أن فيها مشابهة للكفار؛ فهم يحتفلون بعيد ميلاد إلههم، أو ابن إلههم -تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا- فكيف لنا أن نتبعهم في ذلك!؟
ج- أن فيها تقليداً وتبعية للكفار، والمسلم يكون متميزاً بدينه، وبفرحه وسروره.
د- أنه يحصل في مثل هذه الاحتفالات كثير من المنكرات؛ كالحفلات الراقصة، والأغاني الماجنة، والاختلاطات المشبوهة...الخ.
هـ- أن هذا الاحتفال كان منهم معهوداً في عهد أسلافهم وفي زمن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ولم يهتموا به؛ بل ولا ذكروه؛ وإنما همشوه؛ فدل أن السنة في ذلك هو تهميش مثل هذه الأعياد وعدم الاهتمام بها، ولا الالتفات إليها.
و- المحتفل بهذه الأعياد على خطر عظيم لأنها ذات دلالات دينية شركية، ودلالات بدعية؛ فينبغي الحذر والتحذير منه.
وقد نص جمعٌ من أهل العلم ممن عاشروا أو عاصروا بعض هذه الاحتفالات قديما وحديثا على بدعية هذه الاحتفالات، وتحريم المشاركة فيها، ومنهم على سبيل المثال:
1- شيخ الإسلام ابن تيمية.
2- العلامة ابن القيم.
3- المفتي الأكبر الشيخ محمد بن إبراهيم.
4- مفتي الأنام الإمام عبد العزيز بن باز.
5- محدث الديار العلامة محمد ناصر الدين الألباني.
6- العلامة الفقيه محمد بن صالح العثيمين.
والله أسأل أن يعز المسلمين، وأن يرفع عنهم التبعية، وأن يعزهم بطاعته، واتباع شرعة نبيه صلى الله عليه وسلم.




         و الله وليُّ التوفيق

تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق

إرسال تعليق