القائمة الرئيسية

الصفحات

                     بسم الله الرحمن الرحيم 

- شروط التكفير : 

1) دلالة الكتاب أو السنة على أن هذا القول أو الفعل موجب للكفر.
2) انطباق هذا الحكم على القائل المعين أو الفاعل المعين ، بحيث تتم شروط التكفير في حقه.
3) بلوغ الحجة:
والمقصود ببلوغ الحجة بلوغ الرسالة ، فإذا لم تبلغه الحجة فإنه لا يُحكم بكفره لقوله تعالى : (وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ)القصص59 .وقوله تعالى : (رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا) النساء165.وقوله تعالى(وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا)الاسراء15.وقوله صلى الله عليه وسلم (والذي نفس محمد بيده ! لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به ، إلا كان من أصحاب النار) صحيح مسلم.
- * فبين النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث: أن من شروط العذاب أن يسمع اليهودي أو النصراني برسالة الإسلام.لكن إن كان مَن لم تبلغه الحجة لا يدين بدين الإسلام ، فإنه لا يعامل في الدنيا معاملة المسلم ، وأما في الآخرة فأصح الأقوال فيه أن أمره إلى الله تعالى.فإن كان الشخص يدين بدين الإسلام لابد من إقامة الحجة عليه وبيان الأمر له.وإذا تمت هذه الشروط الثلاثة أعني ثبوت أن هذا القول أو الفعل أو الترك كفر بمقتضى دلالة الكتاب والسنة ، وأنه قام بالمكلف ، وأن المكلف قد بلغته الحجة ولكن وجد مانع من موانع التكفير في حقه فإنه لا يكفر لوجود المانع.

- *** موانع التكفير : 

لمن وقع في الكفر ولم يقع الكفر عليه من أهل الاسلام وهي:

١)- الاكراه :

ودليله قال تعالى:( إلا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان )[النحل:١٠٦] والدليل الثاني عندما أكره عمار بن ياسر رضي الله عنه من قبل كفار قريش لسب الرسول صلى الله عليه وسلم ؛فأكره وقلبه مطمئن بالايمان ولم ينكر عليه صلى الله عليه وسلم ذلك ؛فالاكراه هو المانع الأول من موانع التكفير لمن وقع في الكفر ولم يقع الكفر عليه.

٢)- الجهل :

ودليله بعض الذين أسلموا يوم الفتح ولم يمض ِ على اسلامهم إلا أيام عندما قالوا( اجعل لنا ذات أنواط ) ؛فقال صلى الله عليه وسلم:((الله أكبر قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بني اسرائيل لموسى: اجعل لنا إله كما له آلهة .قال:إنكم قوم تجهلون لتركبن سنن من كان قبلكم)) رواه الترمذي .
وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله (ونحن حدثاء عهد بكفر ) أي قريبو عهد بكفر ففيه دليل أن غيرهم لا يجهل هذا وأن المنتقل من الباطل الذي اعتاده قلبه لا يأمن أن يكون في قلبه بقية من تلك العادات الباطلة .

٣)-الخطأ:

والخطأ من موانع التكفير إذ قد يخطأ المسلم في حق الله بغير قصد مثل الذي أضاع دابته أخطأ من شدة الفرح فقال :(اللهم أنت عبدي وأنا ربك ) .قال صلى الله عليه وسلم :( كل بني آدم خطآء وخير الخطآئين التوابون ).

٤)-التأول :

التأول وهو المرجع والمآل أو التدبر والتفسير .قال تعالى:( أضغاث أحلام وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين )[يوسف:٤٤]وكثير من الآيات ذكر فيها كلمة تأويل ودليل التأول فعل حاطب رضي الله عنه فلم يكفر برسالته التي أرسلها لكفار قريش ؛فنزلت أية الله التي تنسخ هذا التأول فلا يصح أن يعاد التأول فيما صدر الحكم عليه كما يفعل بعض المنافقين من الجواسيس وغيرهم والعياذ بالله ؛وكذلك من أدلة التأول عدم تكفير الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله لخلفاء بن العباس عندما قالوا بخلق القرءان .
 
و سنقوم بتفصيل كل مانع و شرحه على حدة ان شاء الله .

                      والله وليُّ التوفيق 

لا تنسونا من صالح دعائكم .

تعليقات