القائمة الرئيسية

الصفحات

شرح الناقض الاول : الشرك في عبادة الله

بسم الله الرحمن الرحيم

- من نواقض الاسلام :

========================
الناقض الاول:الشرك في عبادة الله ؛ وقد ذكر لنا الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله دليلين دليل لحكم المشرك في الدنيا ؛ودليل لحكم المشرك في الآخرة
- الدليل الأول:لحكم المشرك في الدنيا: حكمه قال الله تعالى:(إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء): إذاً الشرك غير مغفور ؛والمراد به هنا الشرك الأكبر لأن الله تعالى خصّ وعلق فخصّ الشرك بأنه لا يغفر ؛وعلق ما دونه بالمشيئة . 
- الدليل الثاني : حكمه في الاخرة : الجنة على صاحبه حرام ؛ قال الله تعالى : ( انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة و مأواه النار و ما للظالمين من انصار ) و اذا كان حكمه في الدنيا لا يغفر ؛ و في الاخرة مخلد في النار و الجنة عليه حرام - نسأل الله العافية و السلامة - فإنه في الدنيا تترتب عليه احكام منها : 
ان تطلق زوجته منه اذا كان متزوجا ؛ فلابد من التفريق بينه و بينها الى ان يتوب ؛ لأنها مسلمة و هو كافر ؛و المسلمة لا تبقى في عصمة كافر ؛ قال الله تعالى : ( لا هنّ حل لهم و لا هم يحلون لهنّ ) ؛ يعني الكفار ؛ و قال تعالى ( و لا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا ) و من الاحكام ايضا انه اذا مات لا يصلى عليه و لا يغسل ؛ و لا يدفن في مقابر المسلمين ؛ و من الاحكام انه لا يدخل مكة ؛ لان مكة لا يجوز دخول المشركين فيها ؛ قال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا انما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا ) . و منها انه لا يرث و لا يُورث ؛ فإذا كانت زوجته مسلمة و اولاده مسلمين فلا يرثونه ؛ و يكون ماله لبيت مال المسلمين إلا اذا كان له ولد كافر فإنه يرثه ؛ لقول النبي صلى الله عليه و سلم : ( لا يرث المسلم الكافر و لا الكافر المسلم ) 
و منها انه اذا مات على ذلك فهو من الخالدين في النار و الجنة عليه حرام . اذًا تترتب عليه الاحكام اذا فعل ناقضا من هذه النواقض و استمر عليها .
- ما هي العبادة حتى نعرف الشرك في العبادة ؟؟
فالعبادة هي كل ما جاء في الشرع من الاوامر و النواهي ؛ فالاوامر نفعلها و النواهي نتركها تعبّداً لله ؛ و الاوامر قسمان : امر ايجاب و امر استحباب ؛ امر ايجاب كالصلاة هذه واجبة ؛ و امر استحباب كالسواك مستحب ؛ و النهي : نهي تحريم كالنهي عن الزنا ؛ و نهي تنزيه كالنهي عن الحديث بعد صلاة العشاء ؛ و سواء كان العمل ظاهراً كالصلاة و الصيام ؛ او باطناً كالنية و الاخلاص عليه فعله ؛ و النهي سواء كان ظاهرا كالزنا او باطناً كالكبر و العُجب فعليه تركه ؛ و قد مثل رحمه الله لهذا الناقض كالذبح لغير الله لأن الذبح عبادة . قال الله تعالى : ( قل ان صلاتي و نسكي و محياي و مماتي لله رب العالمين لا شريك له ) . و قال تعالى : ( فصل لربك و انحر ) .
فإذا ذبح لغير الله فقد صرف العبادة لغير الله ؛ فيكون مشركاً اذا ذبح ؛ و مثّل الشيخ كأن يذبح للجن او لصاحب قبر او للولي او غيره فإنه يكون قد أشرك ؛ و كذلك الاستعانة بغير الله فيما لا يقدر عليه الا الله ؛ و الاستعاذة بغير الله فيما لا يقدر عليه الا الله ؛ و الاستغاثة بغير الله فيما لا يقدر عليه الا الله ؛ فقد اشرك . 
و كذلك ايضا من العبادات طاعة المخلوق في التحليل و التحريم ؛ كأن يطيع أميرا او وزيرا او عالما او عابدا او أبا او زوجا يطيعه في تحليل الحرام او تحريم الحلال ؛ فيكون شركاً لانه صرف العبادة لغير الله ؛ لأن الله تعالى هو المحلل و المحرم قال تعالى ( ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله ) و مثله الركوع او السجود لغير الله ؛ فقد صرف العبادة لغير الله ؛ او حلق رأسه لغير الله كالصوفية يحلق احدهم رأسه لشيخه تعبداً له ؛ او نذراً لغير الله ؛ او يتوب لغير الله كالصوفية الذين يتوبون لشيوخهم ؛ و الشيعة الذين يتوبون لرؤسائهم ؛ و النصارى الذين يتوبون لقسيسيهم .
لأن التوبة عبادة ؛ قال تعالى ( و من يغفر الذنوب إلا الله ) و في مسند الامام احمد ( أنه جيء باحمد فقال : اللهم اني اتوب اليك و لا اتوب لمحمد ؛ فقال النبي صلى الله عليه و سلم : عرف الحق لأهله )
فالله تعالى هو اهل التقوى و اهل المغفرة ؛ و الله تعالى هو اهل التوبة ؛ فإذا تاب لغير الله وقع في الشرك .
         والله وليُّ التوفيق 

تعليقات